سورة طه - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


ثمَّ أقبل موسى على السَّامري فقال: {فما خطبك} فما قصَّتك وما الذي تخاطب به فيما صنعت؟
{وقال بصرت بما لم يبصروا به} علمت ما لم يعلمه بنو إسرائيل. قال موسى: وما ذلك؟ قال: رأيت جبريل عليه السَّلام على فرس الحياة، فأُلقي في نفسي أن أقبض من أثرها، فما ألقيته على شيءٍ إلاَّ صار له روحٌ ولحمٌ ودمٌ، فحين رأيتُ قومك سألوك أن تجعل لهم إلهاً زيَّنت لي نفسي ذلك، فذلك قوله: {فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها} طرحتها في العجل {وكذلك سوَّلت لي نفسي} حدَّثتني نفسي.
{قال} له موسى صلوات الله عليه: {فاذهب فإنَّ لك في الحياة} يعني: ما دمت حيَّاً {أن تقول لا مساس} لا تخالط أحداً ولا يخالطك، وأمر موسى بني إسرائيل ألا يخالطوه، وصار السَّامريُّ بحيث لو مسَّه أحدٌ أو مسَّ هو أحداً حُمَّ كلاهما {وإن لك موعداً} لعذابك {لن تخلفه} لن يُخلفكه الله {وانظر إلى إلهك} معبودك {الذي ظلت عليه عاكفاً} دمتَ عليه مقيماً تعبده {لنحرقنَّه} بالنَّار {ثمَّ لننسفنَّه} لنذرينَّه في البحر.
{إنما إلهكم الله الذي لا إله إلاَّ هو} لا العجل {وسع كلَّ شيء علماً} علم كلَّ شيء علماً.


{كذلك} كما قصصنا عليك هذه القصَّة {نقص عليك من أنباءِ ما قد سبق} من الأمور {وقد آتيناك من لدنا ذكراً} يعني: القرآن.
{من أعرض عنه} فلم يؤمن به {فإنه يحمل يوم القيامة وزراً} حملاً ثقيلاً من الكفر.
{خالدين فيه} لا يغفر ربك لهم ذلك، ولا يكفِّر عنهم شيء {وساء لهم يوم القيامة حملاً} بئس ما حملوا على أنفسهم من المآثم كفراً بالقرآن.
{يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين} الذين اتَّخذوا مع الله إلهاً آخر {يؤمئذ زرقاً} زرق العيون سود الوجوه.
{يتخافتون} يتساررون {بينهم إن لبثهم} ما لبثتم في قبوركم إلاَّ عشر ليالٍ يريدون: ما بين النَّفختين، وهو أربعون سنة يُرفع العذاب في تلك المدَّة عن الكفَّار، فيستقصرون تلك المدَّة إذا عاينوا هول القيامة، قال الله تعالى: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة} أعدلهم قولاً {إن لبثتم إلاَّ يوماً}.
{ويسألونك عن الجبال} سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ {فقل ينسفها ربي نسفاً} يصيِّرها كالهباء المنثور حتى تستوي مع الأرض، وهو قوله: {فيذرها قاعاً صفصفاً} مكاناً مستوياً.
{لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً} انخفاضاً وراتفاعاً.


{يومئذ يتبعون الداعي} الذي يدعوهم إلى موقف القيامة، ولا يقدرون ألا يتَّبعوا {وخشعت} سكنت {الأصوات للرحمن فلا تسمع إلاَّ همساً} وَطْءَ الأقدام في نقلها إلى المحشر.
{يومئذ} يوم القيامة {لا تنفع الشفاعة} أحداً {إلاَّ مَنْ أذن له الرحمن} في أن يُشفَع له، وهم المسلمون الذين رضي الله قولهم؛ لأنَّهم قالوا: لا إله إلاَّ الله، وهذا معنى قوله: {ورضي له قولاً}.
{يعلم ما بين أيديهم} من أمر الآخرة {وما خلفهم} في أمر الدُّنيا. وقيل: ما قدَّموا وما خلَّفوا من خيرٍ وشرٍّ {ولا يحيطون به علماً} وهم لا يعلمون ذلك.
{وعنت الوجوه} خضعت وذلَّت {للحيّ القيوم وقد خاب مَنْ حمل ظلماً} خسر مَنْ أشرك بالله.
{ومَنْ يعمل من الصالحات} الطَّاعات لله {وهو مؤمن} مصدِّق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} لا يخاف أن يزاد في سيئاته، ولا ينقص من حسناته.
{وكذلك} وهكذا {أنزلناه قرآناً عربياً وصرَّفنا} بيَّنا {فيه من الوعيد لعلَّهم يتقون أو يحدث لهم} القرآن {ذكراً} وموعظة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8